لمسات الدقائق الأخيرة
* عندما نأتي على ذكر كنية أحدهم، نحدِّد كذلك اسمه الأول لتفادي أيّ خلط قد يقع بينه وبين أي شخص يحمل نفس الكنية: “يوليوس قيصر…“.
* عندما نأتي على ذِكر اسم شخص مُنتخَب معيّن، نركّز كذلك على ولايته وحساسيته السياسية، ذلك أننا نتحدث عن شخصية عامة: “ماركوس شيشرون، سيناتور صقلية الجذري…“.
* عندما نتحدث عن شخص غير معروف للمرة الأولى، نذكر، على الأقل، عمره ومهنته: “ماركوس فيتروفيوس، 40 عاماً، مهندس عسكري…“.
* عندما نستخدم كلمة مختصرة للمرة الأولى، نقوم بتفصيل معناها من أجل القراء الذين يجهلونها. “SPQR (Senatus Populus Que Romanus): مجلس الشيوخ الروماني والشعب الروماني)”
* عندما تكون تغطية موضوع يندرج في إطار الوقائع متّصلة بوقائع أو بأحداث سابقة، نلجأ إلى الحاشية لإنعاش ذاكرة القرّاء القدامى وإضاءة الطريق أمام القرّاء الجُدد: (1) “يوليوس قيصر، جنرال ورجل دولة، وُلِد في روما عام 101 قبل المسيح، واغتيل في روما عام 44.“
الوصفة الصحيحة
“ما الذي يسعُني القيام بصورة أفضل؟” “ما الذي يمكننا فعله بشكل أفضل؟” “ما الذي بإمكانكم القيام به بشكل أفضل؟” قمنا بطرح هذا السؤال بأنفسنا لدى اطّلاعنا على أجندتنا الخاصة، أو قمنا بطرحه بيننا أثناء اجتماع لقِسمنا، أو إذا كان هذا السؤال قد طُرِح خلال مؤتمر تحريري، يبقى السؤال ذا الصلة بمعرفة كيفية إثراء أو تعميق تغطية موضوع حديث قد يستجدّ مفتوحاً على أربعة احتمالات: المعالجة اللاميدانية، والمعالجة الطباقية، والمعالجة المبنية على المواجهة، والمعالجة المضادة.
المعالجة اللاميدانية. تقضي القيمة المضافة في المعالجة اللاميدانية بإحداث مؤثر المرآة المعكوسة. نستكمل معالجة الموضوع الرئيسي من خلال معالجة الموضوع نفسه من زاوية متعارضة تماماً. قرّرتُ تكريس موضوعي الرئيسي لعبقرية يوليوس قيصر العسكرية. في المعالجة اللاميدانية، سأتطرّق إلى حقوق الارتفاق الخاصة بجُندي المشاة الروماني الأساسي الخاضع لسلوك تأديبي لا يمكن التفكير فيه لشخص “بربري”…
المعالجة الطباقية. تقضي القيمة المضافة في المعالجة الطباقية بإحداث أثر في الخلفية: نضع بجانب معالجة موضوع ملحَق، ومؤجَّل حتى، معالجة الموضوع الرئيسي. قرّرتُ تخصيص موضوعي الرئيسي لمشاكل الإدارة التي يواجهها قيصر في رحلاته. في المعالجة الطباقية، أرسم صورة لأحد المسؤولين عن الطاقم المجهول الهوية، والمكلّف على الدوام بالسير في كافة الاتجاهات في الغال لإطلاع روما على مآثر جنرالها القائد، كما أقوم بإجراء مقابلة معه.
المعالجة المبنية على المواجهة. تقضي القيمة المضافة في المعالجة المبنية على المواجهة بإحداث أثر عكسي. نضع مقابل التحقيق تحقيقاً مضاداً، ومقابل شهادة ما نضع شهادة مضادة، ومقابل مهارة ما نضع مهارة مضادة، ونضع مقابل مثالٍ معيّن مثالاً مضاداً، إلخ. ارتأتْ رئاسة التحرير أن تضع مقابل تحقيقي الصارم بشأن ممارسات الرق التي يقوم بها قيصر تحقيقاً مضاداً يقوم به مراسلنا الدائم في روما حول الاستثمارات البشرية التي يقوم بها قيصر لصالح الغوغاء… لا أرى أيّ اعتراض على ذلك. فسيكون أمام القارئ نظرتيْن متناقضتيْن بشأن ممارسات “بطلنا” – من جهة الممارسات الجارية في الظل ومن جهة أخرى الممارسات الحاصلة تحت الضوء – وسيكون الجمهور هو الحَكم…
المعالجة المضادة. تكمن القيمة المضافة في المعالجة المضادة في إحداث أثر من الصلابة. نقوم بتوطيد معالجة الموضوع الرئيسي من خلال عدد من الإضافات المكمّلة. سأقوم بتوطيد تحقيقي بشأن تمويل رحلات قيصر عبر إضافة ثلاثة عناصر إخبارية على نصي الرئيسي: مقابلة صغيرة (3 أسئلة وإجابات) مع المصرفي السابق لكراسوس، والذي لم يَعُد يبخلُ بإفشاء الأسرار منذ أن غيّرَ مصرفه، وتأطير يتضمّن المعاملات التي دارت الأسبوع الفائت في سوق الرقيق في لوتس، حيث تنقّلَ أمين الصندوق التابع لقيصر، شخصياً، للقيام ببعض “الأعمال” الحسنة، ورسم بياني حول التقدّم المُقارَن، منذ 5 سنوات، الذي طرأ على عائدات قيصر، و”عرّابه” بومبي، ومموّله كراسوس.
ترياق في وجه كآبة الوقائع.
غالباً ما تكون الأخبار مُحزنة، فيضع الصحفي المتبصّر جانباً من “الترياق” لمواجهة هذا الوضع الكئيب. ويقضي “الترياق” الأكثر فعالية في تضمين الصفحات الحزينة جداً بعض “الابتسامات”. تُعَدّ “الابتسامة” نوعاً صحفياً يختلف من حيث الشكل لكنّ محتواه يكون في مرتبة أدنى – بشكل متعمّد – قياساً بالموضوع المهيمن. قد يكون عبارة عن صورة، موجز، رسم، مقابلة صغيرة، شهادة… المهمّ أن تُسهم كمية الفكاهة في إراحة القارئ، وتسليته، وإضحاكه. قد يكون رسماً لبقّال متواضع سعيد بالعيش وسط تحقيق ذات الصلة بالأزمة. وقد يكون مقابلة مع شخص متفائل على الدوام تعقبُ تحقيقاً كارثياً. كما قد يكون رسم ساخر، وغيره.
التحلّي بالجرأة لقلب المعايير.
هناك دائماً قرّاء جُدد يمكننا سبر أغوارهم. فالصحيفة التي تعرف قراءها حقّ المعرفة قادرة على تحديد نقاط ضعفهم. عندما يتمّ تحديد هؤلاء القرّاء، يكفي أحياناً استحداث مساحات قراءة جديدة لكسب القرّاء. قمتُ، بين ليلة وضحاها، بمضاعفة مبيعات صحيفة “وقائع روما” عبر نشر مقال بعنوان “نفحة شاعرية” بقلم فيرجيل، بشكل أسبوعي، وسط الصفحات المخصّصة للسياسة الداخلية. وتحظى صحيفتي بنفس المشترين في الغال منذ أن قمتُ بنشر رسائل القراء فيها، المكتوبة باللهجة العامّية المحلية.