مواضيع الاهتمامات الإنسانية تكشف عن القلب النابض للمجتمع.
المواضيع ذات الاهتمامات الإنسانية هي عبارة عن أحداث من لحم، ودم، ودموع، وأوجاع ويكون لها تأثير عاطفي على الأفراد. بالتالي، فإنّ تغطيتها تتطلّب ترك مسافة أكبر إزائها قياساً بغيرها من المواضيع.
أقل التفاصيل غير الصحيحة يمكن أن تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأشخاص المعنيّين.
- تحديد المصادر الموثوقة: رجال الشرطة، وعمّال الإطفاء، ورجال الإنقاذ، والمُسعفين، والأطقم الطبية، وموظفي المستشفيات.
- الاتفاق على لقاء يومي مع العاملين المتوفّرين أكثر من غيرهم.
- التحقق من المعلومات المستقاة عن طريق المقارنة بين المعلومات الواردة من مصدر معيّن ومن مصدر آخر.
- طلب رأي أي شهود موجودين في موقع الحدث.
- التزم برواية الوقائع المؤكدة.
- تجنب التحيز ضد أي طرف.
- إعداد تقارير عن البيانات الرسمية بصورة موضوعية. لا نذكر العبارات التالية، حتى وإن كُتبت في البيانات: “تجاوزت سيارة الضوء الأحمر وقامت بصدم أحد المارّة.” بل نكتب، مستخدِمين صيغة التخمين، مع اعتماد أسلوب حذر في الكتابة: “جرى صدم أحد المارّة وقتله بفِعل سيارة قد تكون اجتازت الضوء الأحمر، حسبما ورد من استنتاجات الشرطة وبعض الإفادات التي تمّ جمعها من شهود العيان… “
مواضيع الاهتمامات الإنسانية هي “أمور يعيشها” كل الناس.
مواضيع الاهتمامات الإنسانية هي أحداث تقع فجأة، قريبة من كل ما تعنيه الكلمة، من حيث التجاوب الزمني والجغرافي والعاطفي. هي تطال كل الناس بما أنها قد تقع في أي مكان وبأي طريقة، وقد تطال أي شخص كان. من هنا، ينبغي تغطية مواضيع الاهتمامات الإنسانية مع الأخذ بالحسبان قوة تأثيرها العاطفي.
يجب احترام الحياة الشخصية وكرامة الناس.
يشكّل احترام حق الفرد في الحفاظ على حياته الشخصية وكرامته جزءاً من القواعد المهنية التي يجب على الصحافيين الالتزام بها. هذا ما يُجبر الصحافي على التحلّي بضبط النفس عند تغطية مواضيع الاهتمامات الإنسانية التي تطال الأشخاص العاديين، فضلاً عن الفصل بين حق الجمهور في الحصول على المعلومات وحق الفرد في الحفاظ على حياته الشخصية عندما تطال تلك المواضيع شخصيات عامة.
المتطلبات السبعة
- المحافظة على هوية الأشخاص العاديين المشمولين بموضوع الاهتمامات الإنسانية. فأبسط مجانسة، وأي طيش لا إرادي، وإفشاء تفاصيل معينة هي أمور من شأنها افتعال مشكلة. فإنّ مجرّد ذِكر اسم شخص علناً، في إطار تحقيق معيّن تُجريه الشرطة أو في أي تحقيق قضائي، قد يشكّل تعدّياً خطيراً ودائماً.
- إخفاء أرقام لوحات تسجيل السيارات المشمولة بحادث مرور معيّن.
- الامتناع عن عرض كلّ ما يتعلّق بالحياة الخاصة، لاسيّما حين يرتبط الأمر بعمليات انتحار.
- الامتناع عن إعطاء التفاصيل المتعلّقة بالجرائم الجنسية لعدم المساهمة في استراق النظر إلى التفاصيل الخاصة.
- عدم الإجابة مطلقاً عن أسئلة مثل: “مَن؟ ماذا؟” و”كيف؟” عن طريق توفير معلومات تلمح إلى شخص معين.
- الامتناع عن استعمال المدلولات، فالمدلولات تقوم بتشويه الوقائع. فلا يفضل كتابة: “سائق مستهتر إفريقي…” أو “سائق مستهتر أوروبي…“. بل يُكتب باختصار: “سائق مستهتر…“، ذلك أنّ “نوع” سائق السيارة ومظهره وأصوله لا تمتّ بأيّ صلة إلى طريقة قيادته.
- يجب احترام فرضية البراءة حتى يتم إدانة المتهم. فسواء كان الأمر يشمل شخصية خاصة أو عامة، يحقّ لكل شخص مشمول بالقضية حماية شرَفه وشخصيته حتى وإن كان مُشتبهاً به من قِبل سلطة تملك صلاحية الحكم عليه.
كلّما كان الانفعال أقوى، وَجُب اعتماد الحياد في الكتابة
سواء كان الأمر متعلقاً بالكوارث الطبيعية أو بالجرائم، تُحدِث مواضيع الاهتمامات الإنسانية انفعالات لا تدعو الحاجة إلى تعظيمها بفِعل الكتابة. فتغطية مواضيع الاهتمامات الإنسانية تفترض التحفظ. يُحرَّم استخدام صفات مثل (“فتاك” أو “مأساوي” أو “مروّع” أو “فظيع“).
المواضيع الحسّاسة تفرض استخدام تعابير صائبة
يتمثّل الحياد في الكتابة في استعمال الكلمات التي تتناسب مع الحالات الدقيقة. كلّ “الاغتيالات” هي “عمليات قتل“، لكنْ، ليست كلّ “عمليات القتل” تندرج تحت “الاغتيالات“. فالاغتيال يعني القتل المتعمَّد.
أمّا القتل فيعني قتل شخص ما، لكنّ قد يكون متعمداً أو غير متعمّد. كما أنّ “الشاهد” ليس “متهماً“. و”المشتبه به” ليس “مذنباً“. هناك فرق بين “الشخص المُشار إليه على أنه مُذنب” ليس “محكوماً عليه بأنه مذنب”. من هنا، تفترض معالجة مواضيع الاهتمامات الإنسانية على الصحافي المهني واجب التعرّف على القاموس الخاص بالعدالة كي يستعمل الكلمات المناسبة في معرِض معالجته للمواضيع التي من شأن استخدام أي كلمة غير مناسبة فيها التسبّب بوقوع أضرار لا يمكن العودة عنها.
الاتجاهات المجتمعية
تطال معالجة مواضيع الاهتمامات الإنسانية القِيَم المتجذّرة في حياة الأشخاص مثل الحب، الكره، المحبة، الخيانة، الثقة، انعدام الثقة. هي في الوقت نفسه انعكاس ومرآة للأمور الكونية. تأخذ بعض مواضيع الاهتمامات الإنسانية منحى مجتمعياً يُخرجها من القالب المشترك. فتُصبح بالتالي “اتجاهات مجتمعية”. إنّ قيام الأم، في عائلة محرومة من الموارد، بسرقة الطعام من السوبر ماركت لإطعام أولادها، يُعَدّ أكثر من مجرّد سرقة متجر ليتحوّل إلى واقع يعكس الظروف التي يمرّ بها البشر. إنّ إقدام شاب عاطل عن العمل في أفريقيا على قتل نفسه، قد يكون نذيراً باندلاع ثورة مقبلة… حين تتحول مواضيع الاهتمامات الإنسانية إلى وقائع مجتمعية، تدخل بالتالي في الحقل الخاص بالتقرير الصحفي أو التحقيق الاستقصائي.
لكنْ، يجب توخي الحذر. لا يجب الخلط بين تغطية المواضيع الهامة وبين اللعب على العواطف. فكلّما كان الموضوع ساخناً أكثر، وَجُب على الصحافي التحلي بدرجة أعلى من التحفظ.