ما الغاية أصلًا من اجتماع التحرير؟
- أن تُخضِع معالجة أخبار الصباح أو المسائية لنقد جماعي من حيث نوعيتها ودقتها (على شكل استخلاص قصير للمعلومات).
- أن تأخذ الوقت الكافي للتفكير والنقاش الجماعي حتى لا تسمح بأن تُمْلَى عليك مواضيع بحكم السياسات بحد ذاتها أو بحكم الجدول الزمني للتطورات المؤسسية المتعددة المتعلقة بعمليات الاقتراع المقبلة (فهي غالبًا ما تكون بغير أهمية فعلية للمستمعين-المواطنين). لذا لا حاجة لتغطية كل المؤتمرات الصحافية. إنما ينبغي تفضيل المواضيع الأصلية المحدَّدة في اجتماع التحرير.
- أن تنتقي المواضيع التي تنبغي معالجتها ومن ثم أن تتخذ قرارًا بشأنها وبشأن الزاوية (أو الزوايا) المختارة ووسيلة المعالجة (مقابلة، مقتطف، تقرير مغلّف، تقرير موجز، تقرير مؤطَّر، مناقشة، إلخ).
- أن تحدِّد هرمية أبرز المواضيع الواجبة معالجتها (ترتيبها بحسب الأهمية) وأن توزعها مسبقًا في مختلف النشرات المقبلة.
- أن تنظِّم للنهار أو اليوم التالي مهمات العمل المنوطة ببعض الأشخاص أو ببعضهم الآخر، سواءا أكانوا موظفين أم صحافيين مستقلين أم متدربين، وأن يتم أخذ قرار حولها.
- أن تذكِّر بمقتضيات سياسة التحرير وكذلك بالأخلاقيات الواجب مراعاتها، وايضا النصوص والأنظمة المعمول بها (مدونات قواعد حسن السلوك، قانون الانتخابات، الأسس الموقَّعة من قِبَل السلطة التنظيمية، إلخ).
- أن تأخذ بعين الاعتبار – بطريقة مختلفة وفق الفترة المخصصة – الإنصاف أو التوازن الضروري في معاملة المرشَّحين أو معاملة حزبهم، خاصة الوقت الممنوح لكلامهم خلال فترة البث على الهواء.
رئيس التحرير هو من يدير اجتماع التحرير ويرئسه.
لكن عليه أن يتجنب تحويله إلى مجرد غرفة لتسجيل قراراته الخاصة بقدر ما يدير مناقشة هو وحده الذي سيكون المتفرّجَ عليها أو حَكَمَها.
في الواقع، هو من يعود إليه قرار اختيار الزوايا بشكل أساسي. وفكرة الزاوية هذه هي الأهم ولكن هي أيضا من أصعب ما يمكن أن يفهمه بعض الصحافيين، خاصة من هم أصغر سنًا أو أقل تدريّبًا. وبما أن رئيس التحرير هو سيد سياسة التحرير وأَخْبَر من الآخرين مبدئيًا، عليه أن يقترحها ويجزم في أمرها، حتى لو اضطرّه الأمر إلى تبديل الزاوية أو التوضيح لاحقًا، مثلًا أثناء حديثه الهاتفي مع مراسل ذهب إلى الميدان.
متى وكيف؟
لا يهم موعد اجتماع التحرير طالما يكون منتظمًا ويحترمه الجميع. ويتحدَّد عادةً هذا الموعد وفق شبكة الأخبار وجدول مواعيد الصحافيين. يجب ألّا يدوم اجتماع التحرير أكثر من 45 دقيقة أو ساعة. ويجب أن يحضره كل صحافي وهو على أطلاع كامل بأحداث اليوم الجارية وبالمقترحات الشخصية. رئيس التحرير هو المدير الرئيسي للاجتماع ويكون قد أعدَّه بالأدوات المناسبة (مثلًا: الجدول الزمني الأسبوعي للتظاهرات والأحداث المرتقَبة) وبمشاركة مهارات المسؤول عن الحلقة و/أو أمين سر التحرير المحتمل.
من الضروري أيضًا عقد اجتماع أسبوعي استباقي خلال هذه الفترة. وقد لا يضم سوى قسم من فريق التحرير، المكلَّف بأن يستبق معالجة بعض الأخبار السياسية تبعًا لجدول زمني يخضع للتحديث على أن تكون مهمته مثلًا إعداد مخزون من المواضيع (تقارير سياسية سابقة لحدث ما، سيرة بعض المرشَّحين أو الأحزاب، تقارير مؤطَّرة محدَّدة، إلخ).
يجب التنبّه إلى عدم خلط أنواع الاجتماعات: لا يجوز أن يتحول اجتماع التحرير إلى مكان تتخلله مناقشات أو خطابات أخرى حول العمل التقني أو التنظيم الاجتماعي أو التأديبي للمحطة الإذاعية. فهذه المناقشات مشروعة لكنها تتطلب اجتماعات أخرى، دورية أو طارئة.