Menu

07. التفاعلية: بضع نصائح للوقاية…

منذ عدة سنوات، ازداد بشكل كبير عدد البرامج الإذاعية التي يُقال إنها “تفاعلية”، بما فيها تلك التي تعالج الحياة السياسية والانتخابات، بيد أنها تفتقر في أغلب الأحيان إلى الملكة المهنية الحقيقية وجودة النوعية. وهذا ما يدعو إلى التساؤل إن كان الصحافيون قد تخلوا عن مهنتهم القائمة على الإعلام، وتركوا للمستمعين الحرية ليس فقط في تركيب المضمون بدلًا عنهم بل أيضًا في إبداء رأيهم حول كل شيء، وأي شيء في أكثر الأوقات.

لم تعد اليوم التفاعلية الإذاعية مقتصرة على مداخلات المستمعين المباشرة عبر الهاتف. إذ إن تطور الرسائل النصية القصيرة والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وكذلك استخدام جهاز الرد الآلي يغيّر المعطيات. وهكذا بات بإمكان مقدمي البرامج استرداد السيطرة والمبادرة التحريرية التي غالبًا ما تُترَك لعشوائية اتصالات هاتفية مباشرة غير ذات صلة وتتعرض لخطر “انزلاقات” من كل نوع. إنه لتطور إيجابي يستحق التنويه والتفضيل، لكن ينبغي له أن يترافق مع بعض النصائح التي تفرضها الخبرة والإدارة الصعبة للبث المباشر:

  • قبل أي مداخلة للمستمع، يجب أن يجري حديثٌ مسبق، خارج البث المباشر على الهواء، مع الشخص الذي يرغب في المداخلة.

إنها الوسيلة الوحيدة لاستباق مضمون مداخلته وبالتالي للحد (لا للتخلص على الإطلاق) من مخاطر البث المباشر المتعددة (التلاعبات، الاستفزازات، المسبّات أو التشهير، التكرار، رداءة الاتصال، الالتباس، إلخ).

  • يُقترَح على المستمعين بشكل أولوي أن يقدموا شهادات أو يطرحوا أسئلة

إذا كانت كل الآراء أو أغلبيتها محترمة، ليس من الضروري أن تكون حتمًا فريدة من نوعها أو مثيرة لاهتمام الجمهور. لكن في المقابل، كثيرًا ما تكون الشهادات أشد منها فرادةً وإثارةً للاهتمام. لذا يجب تحفزيها عبر نصوص الدعايات، ولدى إجراء أحاديث مسبقة مع المستمعين-المتصلين، وخلال البث المباشر.

إلى ذلك، إن البرامج الإذاعية التفاعلية الأغنى بالمعلومات والأنجح هي التي تسمح للمستمعين والمستمعات بطرح أسئلة على ضيف أو عدة ضيوف أو خبراء أو قادة رأي.  

  • يجب أن يسمح التركيب التقني (الوصلة الهاتفية) بإجراء اتصالات هاتفية بدرجة مماثلة للاتصالات التي يتم تلقّيها في غرفة التحكم

ينبغي تسهيل الإجراءات التي تسمح خلال البرنامج الإذاعي بإعادة الاتصال باللواتي والذين عبّروا، قبل البث المباشر، عن رغبتهم في المشاركة في البرنامج، أكان ذلك من خلال اتصال هاتفي أم رسالة نصية قصيرة أم بريد إلكتروني، أم أحيانًا من خلال رسالة على شبكة الفايسبوك.

يجب أيضًا العناية بعملية التواصل بين الاستديو وغرفة التحكم (عبر مذياع تعليمات أو حتى بواسطة شاشتَي كمبيوتر إحداهما موضوعة هنا والأخرى هناك)، وأن يمتلك فريق الإخراج على الأقل الحركات الجسدية اللازمة بين مهندس الصوت-المخرج ومنشِّط البرنامج، من أجل حسن سير هذا البرنامج.

يجب ان يعهد بهذه البرامج الى أشخاص مدربين وذوي خبرة

تتطلب البرامج تركيزا شديدا ومعرفة عالية وتحضير جيد للوثائق بالاضافة الى ثقافة عامة جيدة وعلم بالاخبار، خصوصا من طرف المقدمين “للخط المفتوح” حيث يتحدثون بمفردهم وبدون شبكة أمان، مع مستمعين مجهولين. في جميع الاحوال فمن الضروري ايضا، العمل المشترك: احدهم يتلقى المكالمات والاخر يتولى البث المباشر.

خلال الفترة الانتخابية قد يدعى خبراء للاجابة على اسئلة المستمعين حول العملية الانتخابية. كما ان الناخبين يتحدوا المرشحين والسياسيين حول برامجهم. وطوال فترة ولايتهم (دورتهم الانتخابية) يمكن ايضا دعوة المنتخبين للابلاغ عن اجراءاتهم السابقة والحالية بالاجابة على اسئلة المستعمين- المواطنين.