تاريخ موجز عن صحافة البيانات
على الرغم من وجود الكثير من الجدل حول صحافة البيانات في السنوات العشر الأخيرة أو ما شابه ذلك، فالأمر بعيد كل البعد عن كونه ممارسة جديدة. فالأمثلة الأقدم عليها يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر. كانت الصحافية والممرضة فلورنس نايتينجيل تنشر بالفعل بيانات وفيات الجنود الإنجليز أثناء حرب القرم التي اندلعت عام 1858.
والشيء الذي تغير منذ هذا التاريخ هو ظهور أجهزة الكمبيوتر وإضفاء الطابع الديمقراطي على البيانات العامة. يملك كل صحافي بين يديه أداة تسمح له بإجراء الحسابات وعمليات البحث بطريقة فعالة للغاية ومعالجة كميات فلكية من البيانات. وكل ما يتبقى عمله هو الانغماس في تلك البيانات (بشكل افتراضي، بالطبع).
ما المقصود بمصطلح البيانات؟
عندما نتحدث عن صحافة البيانات يتبادر إلى أذهاننا معدلات البطالة في أغلب الأحيان. وهذا الأمر طبيعي، لأن الرسم البياني المتعلق بتلك القضية هو العنصر الأكثر مشاهدة على الأرجح في الصحف. ومع ذلك، يجب مراعاة أن تلك البيانات والإحصائيات ليست الشيء نفسه. يتم أخذ معدل البطالة في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، من بيانات Jobcentre Plus والتي يقوم بعد ذلك إحصائيو مكتب الإحصائيات الوطنية بالعمل عليها باستخدام معادلات معينة.
البيانات هي عنصر دقيق وفريد ومعرف بشكل واضح. هناك أربعة أنواع من البيانات:
- يمكن أن تكون البيانات عبارة عن نص: اسمك الأول جزء من البيانات.
- يمكن أن تكون البيانات عبارة عن رقم: عمرك جزء من البيانات.
- يمكن أن تكون البيانات صحيحة أو خاطئة، وهو الأمر المعروف بنوع البيانات المنطقي: هل أنت سعودي الجنسية؟ نعم؟ لا؟ تعد الإجابة جزءاً من البيانات.
- يمكن أن تكون البيانات تجميع لأجزاء أخرى من البيانات، والذي يعرف باسم المصفوفة: “عادل، 18، لا” هو مصفوفة تحتوي على أجزاء من البيانات النصية، وبيانات رقمية، وبيانات منطقية.
الجداول الإلكترونية والجداول المحورية
بعيداً عن النظريات، تعد صحافة البيانات، قبل كل شيء، هي استخدام برنامج كمبيوتر تعرفه بالفعل، ولكنك غالباً تفضل عدم استخدامه: Excel (أو أي نوع أخر من برامج الجداول الإلكترونية). Excel هي الأداة الأولى بلا منازع لصحافة البيانات. إذا كنت تستطيع استخدامه بدرجة بسيطة، فسيتيح لك إجراء حسابات معقدة للغاية بكل سهولة، وحساب المتوسطات، وتحديد عدد مرات الحدوث، والبحث عن أجزاء معينة من النصوص وغيرها.
وإذا تعمقت بدرجة أكبر في الموضوع، يمكنك التعرف على الجداول المحورية (ونعدك بأنها لن تكون بدرجة الصعوبة التي تفكر فيها). باستخدام هذه الأداة، ستتمكن من فرز وترتيب قواعد بيانات ضخمة مكونة من عدة آلاف من الصفوف والأعمدة لتحصل في النهاية على المواد الأساسية فقط التي تحتاج إليها في التحقيقات الاستقصائية.
وإذا أردت الحصول على مزيد من الإمكانات والميزات، ستكون أداة OpenRefine هي حليفك الذي يقدم العون لك. باستخدام هذه الأداة، ستتمكن من التنقل بين ملايين الخلايا في وقت قياسي.